تنبيه
-
أي تواصل معكم من أي بريد الكتروني او رقم هاتف سوى ما ذكرناه في معلومات الاتصال لا يمثلنا!! و لسنا مسؤولين عنه.
الفساد في سوريا أصبح أمرًا مسلّمًا به لدى غالب السوريين ومحفورًا في أذهان المهتمين بالشأن السوري، فلطالما أشار نشطاء المجتمع المدني أو المنظمات غير الحكومية إلى أنشطة فساد منظّم تشمل كامل الأراضي الوطنية والممارسة من قبل النظام أو القوى المحسوبة على المعارضة السورية.
لقد قمنا في الهيئة السورية للرقابة الشعبية بنشر تسجيل صوتي لأحد المدنيين المطلعين على إجراءات تخزين وتصدير القمح السوري، والذي أكّد لنا معلومات توضّح إدخال القمح الأوكراني الأقل ثمنًا إلى سوريا ومن ثمّ إعادة تعبئته على أنّه قمح ذو مصدر سوري ومن ثمّ بيعه بالثمن الأعلى وهو ثمن القمح السوري وذلك بغرض الاستيلاء على فارق السعر بين الصنفين.
فما يحدث كل سنة هو أن مؤسسة الحبوب تستلم حبوبًا من الفلاحين في وقت الحصاد من كل عام، وبالتعاون مع صندوق الائتمان الذي يديره ياسر الحجي، تقوم مؤسسة الحبوب التي تتلقى دعمًا من هذا الصندوق بشراء كميات محدودة فقط من الفلاحين السوريين وما تبقى يتم جلبه من أوكرانيا وتخزينه في ساحة معبر باب الحمام، ثم تفريغه في أكياس سورية وتوريده إلى مؤسسة الحبوب باسم فلاحين وهميين، ثم صرف قيمته، ويتكرر هذا الأمر سنويًا.
قد يعتقد البعض أنّ ما ورد في التسجيل الصوتي ليس إلّا حالة جديدة من حالات الفساد التي اعتاد السوريون عليها، لكن ما هو جديد هنا هو امتداد الفساد إلى درجةٍ باتت فيها تبعاته تمسّ البشرية جمعاء وليس الشعب السوري فحسب كما اعتدنا.
أشار شهود عيان للهيئة السورية للرقابة الشعبية أنّ امتناع مؤسسة الحبوب عن شراء كامل كميّة القمح المعروضة من الفلاحين يدفع هؤلاء لسلوك عدّة سبُل آملين عدم خسارة كامل منتوجهم وأبرزها:
عقب الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا، تأثرت العديد من الدول التي تعتمد في إمداد أسواقها على القمح الأوكراني الأقل ثمنًا. أوضحت دراسة نشرتها وزارة الدفاع الفرنسية Ministère des Armées 2023 أبرز الدول المعتمدة في أمنها الغذائي على القمح الأوكراني مثل مولدوفا، لبنان، الصومال، باكستان، ليبيا، تونس، موريتانيا، ومصر. هذا يعرض الأمن الغذائي لملايين الأشخاص للخطر.
منذ بداية العدوان الروسي على أوكرانيا، تقوم روسيا باستهداف الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود لمنع تصدير القمح الأوكراني. ذكرت العديد من التقارير قيام روسيا بسرقة الحبوب الأوكرانية وإرسالها إلى سوريا. في ديسمبر 2022، قدرت السفارة الأوكرانية في بيروت وصول ما يعادل خمسمائة ألف طن من القمح الأوكراني المسروق إلى سوريا عبر ميناء سيفاستوبول المطل على البحر الأسود في شبه جزيرة القرم. قناة الجزيرة 2023.
صرح عبد اللطيف الأمين المدير العام لمؤسسة الحبوب السورية بعدم اعتقاده أنه ستكون هناك صادرات قمح من سوريا لعام 2023 – 2024. قال رئيس الوزراء السوري حسين عرنوس إن محصول القمح في البلاد هذا العام من المتوقع أن يصل إلى مليون طن، مما يضع سوريا في حاجة ماسة إلى استيراد القمح، معتمدة على الصادرات الروسية. قناة الحرة 2022.
بناءً على الشهادة حول امتناع مؤسسة الحبوب السورية عن شراء كامل منتوج القمح من الفلاحين السوريين رغم احتياجها الماس للقمح لسد احتياجات السكان وحول قيام مؤسسة الحبوب باستجلاب قمح أوكراني منهوب وتقوم بإدخاله إلى السوق السورية على أنّه قمح سوري، يمكننا أن نستنتج ما يلي:
من هو المستفيد؟ من المسيطر الحقيقي على سوق القمح في سوريا ويضع في جيبه هذه الارباح الطائلة؟ هل الموظفون الصغار أو حتى رؤساء مؤسسة الحبوب وصندوق الائتمان هم مصدر الفساد؟ أم أنه وكما اعتدنا كسوريين هناك مافيا تابعة للأسد هي من تسيطر على سوق القمح، وهؤلاء ليسوا إلا أحجار شطرنج؟ عين الفرات 2022.
إلى متى أيها السوريون ستستمرون بدفن رؤوسكم كالنعام في الرمال وقد وصل الفساد إلى لقمة عيشكم؟ المتضرر اليوم من قضية الفساد هذه ليس الفلاحون فحسب، بل كل مواطن سوري يحتاج رغيف خبز ليسد رمقه. إلى متى ستصمت شعوب العالم عن مافيا الحروب التي تتلاعب اليوم بالقمح جاعلةً منه سلاح حرب وأداةً لفرض النفوذ؟ DW 2022.
نستخدم ملفات تعريف الارتباط على موقعنا لمعرفة كيفية تفاعلك معها. بقبولك، أنت توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط هذه