بقلم: فينوس سليمان

كثيرًا ما نبحث عن الأنا الخفية، تلك الأجزاء العميقة من النفس التي تحتاج إلى الحديث عنها. وفي حين أن الشخصية التي سنتحدث عنها مليئة بالأحداث الجلل، فإن وصفها يتجاوز العبارات التقليدية. لذا، حاولت أن أكتب عنها بكل أمانة وحياد، تقديرًا وعرفانًا بالجميل.

من هو أبو زهير الشامي؟

في حديث هادئ، تطرقت إلى شخصية أبو زهير الشامي، الذي عرفناه منذ بدايات الثورة السورية عام 2011. ارتبط اسمه بكثير من عمليات الاختراق لجيش النظام وعمليات الاغتيال لأسماء كانت متورطة في سفك الدم السوري.

وُلد أبو زهير الشامي في دمشق، وأمضى طفولته هناك حتى عمر 11 عامًا، ثم سافرت عائلته إلى خارج سوريا حيث أكمل دراسته. عندما انطلقت الثورة السورية في عام 2011، كان أبو زهير كغيره من الشباب السوريين المتواجدين في الخارج، هب للتظاهر دعمًا للشعب السوري الثائر في الداخل، لكنه اختار العودة إلى سوريا ليكون أكثر فاعلية في دعم الثورة والثوار.

البداية مع الثورة

عمل أبو زهير الشامي في البداية ضمن اللجان الإغاثية، يوزع الأدوية والطعام على المدن والبلدات المحاصرة. ومع تصاعد العنف من قبل النظام ضد المتظاهرين، قرر هو ورفاقه إنشاء “لواء المهام السري”، ليكونوا أكثر فعالية في مواجهة النظام بطرق تفهمها السلطة.

العمليات العسكرية والاستخباراتية

في عام 2014، أصبح أبو زهير الشامي القائد العام لغرفة عمليات دمشق وريفها، بهدف توحيد جهود الثوار في تلك المناطق. تميز عمل “لواء المهام السري” بالطابع الاستخباراتي، حيث نفذ العديد من عمليات الاغتيال لضباط النظام المتورطين في الجرائم ضد الشعب السوري.

من بين هذه العمليات محاولة اغتيال وسيم الأسد، اغتيال علي جمبلاط، مرافق ماهر الأسد، واغتيال العميد الطيار مضر سليمان. كانت هذه العمليات تشكل كابوسًا للنظام.

التعامل مع القوى الكبرى

في عام 2015، أشار أبو زهير الشامي في لقاء مع صحيفة إيلاف إلى تواصل روسيا معهم في بداية تدخلها في سوريا. عرض الروس إسقاط النظام بشرط تولي علي مملوك المرحلة الانتقالية، وهو ما رفضه الثوار. كما عرضت غرفة الموك التعاون مع “لواء المهام السري” بشرط حماية عوائل الضباط، وهو ما رفضه أبو زهير.

التحديات والمواجهات

في عام 2017، بدأ التدخل التركي في الشأن السوري، حيث عملت تركيا على استمالة بعض الفصائل والمقاتلين بالمال، مما أدى إلى إقصاء الفصائل الثورية الحقيقية. وفي عام 2023، حصل الجهاز السوري لمكافحة الإرهاب على مقعد كامل في التحالف الدولي، مما أعطى أبو زهير الشامي وفريقه القدرة على التصويت والتأثير في القرارات المتعلقة بالشأن السوري.

وداع القامة الثورية

ودعت أبو زهير الشامي، هذه القامة السورية الممتلئة بالعنفوان والكفاح الصامت. لم يبحث عن الشهرة الزائفة، بل كان دائمًا يعمل من أجل هدف نبيل. وما زالت في جعبته الكثير من القصص والبطولات التي لم تُحكى بعد.