بقلم: عبد العزيز العمر

كأن قدر السوريين أن ينهش لحمهم القريب والبعيد، فاليوم تتبارى الأقلام والأصوات الفلسطينية “المتأيرنة” للنيل من السوريين ونضالهم نحو تحرير بلادهم من خمسة احتلالات، والاستخفاف بدمائهم لأنهم رفضوا أن يكونوا في محور إيران ومع من وصف المجرم قاسم سليماني بـ”شهيد القدس”.

القضية الفلسطينية والسوريون

نحن كسوريين نشعر بألم أهلنا في غزة الذين زُجوا في معركة “إيرانية” هم ضحيتها. النضال من أجل الحرية والاستقلال لا يكون قربانه عوام الناس المستضعفين، بل يكون من أجل حمايتهم وأمنهم. ما يجري اليوم هو استكمال لمخطط إفراغ بلاد الشام من الحاضنة الشعبية المسلمة لصالح الهلال الشيعي، الذي كان السوريون أول من تصدوا له ولا زالوا يقاومونه.

تاريخ طويل من التضحية

منذ استقلال سوريا عام 1946 وحتى ما قبل الاستقلال، بذل السوريون دمائهم من أجل فلسطين، وخاضوا لأجلها حروباً ومعارك على كافة الصعد. ولكن انقلبت الأمور عليهم، إذ دفعوا ثمن موقفهم هذا من أموالهم ودمائهم ومستقبلهم. لولا اهتمامهم بالقضية الفلسطينية، لكانت سوريا اليوم من الدول المتميزة والمتقدمة.

ثورة ضد الظلم والفساد

ثار السوريون على نظام الأسد الفاسد والمتوحش لأنه أمعن في سياسة ممنهجة لإفقار الناس وتجهيلهم، بينما كانت الدول الأخرى تتقدم وتبني لشعوبها. كانت الصدمة الكبرى في موقف محور المقاومة، إيران وحزب الله والمليشيات الفلسطينية، الذين لم ينحازوا إلى الشعب السوري، بل قاتلوهم بوحشية.

خيانة المقاومة

ما كان أكثر صدمة هو موقف حركة حماس، التي وصفت مدمر مساجد سوريا، قاسم سليماني، بـ”شهيد القدس”. تصريحات يحيى السنوار حملت استخفافاً كبيراً بمشاعر السوريين الذين ذُبحوا بسكاكين محور المقاومة. بينما كان الأسد وحلفاؤه يدمرون المستشفيات في الشمال السوري، كان القصف يطال غزة.

رفض التعاون مع القتلة

نحن نقولها بصراحة ودون مجاملة لأحد، مصابنا كبير. لن نقف مع إيران وحلفائها، ونضالنا ضدهم مشروع. بلادنا ودماؤنا ليست أقل من فلسطين. قضيتنا هي شعبنا السوري وكرامته ورفاهيته. قضيتنا هي بناء وطن متطور مزدهر يواكب التنمية العالمية. قضيتنا هي ضمان ألا يتكرر الاستبداد والظلم والفساد.

الطريق إلى المستقبل

قضيتنا هي فرص عمل وحد أدنى للأجور يضمن حياة كريمة. قضيتنا هي تعليم وصحة على أفضل المعايير العالمية. قضيتنا هي ألا تتكرر مأساة اللجوء واغتصاب الحرائر. قضيتنا هي الإنسان السوري. مصيبتنا كبيرة، ولن نكون في محور إيران.

الروابط والتقارير الدولية