كيف وُلِدَت فكرة الهيئة السورية للرقابة الشعبية؟

وُلِدَت فكرة تأسيس الهيئة من رغبة جادة في تغيير واقع الشعب السوري المأساوي. ونبعت من رغبة صادقة في إعادة الأمل والاستقرار لأرض مزقتها الحروب وضاع نصف شعبها بين قتيل ومهجر ونصفها الآخر ذله الجوع وقلة الحيلة.

بدأت الرحلة بقرار اتخذه خمسة أصدقاء بإحداث تغيير، حيث رسموا الخطوط العريضة لمشروع هيئة تحمل في طياتها آمال كل سوري وكان عنوان هذا المشروع محاربة الفساد، ورصد الانتهاكات، وتجميع الشعب السوري حول المشروع ليرفع هذا الوطن المنهك من تحت الركام.

في تاريخ 03/03/2022 ومن مدينة Duisburg (ديوسبورغ)، تم الإعلان رسميا عن الهيئة السورية للرقابة الشعبية، والمكونة من خمسة شبان حينها، لينسحب في شهر آب/أغسطس 2022 ثلاثة من المؤسسين لأسباب شخصية، وبقي اثنان منهم لا يزالوا على رأس عملهم فيها وهم: أحمد بشير ثلجي وأحمد خليف خطاب.

بدأ المشروع ينضج ويصبح جديا أكثر، فانضمت إليه شخصيات مؤمنة بالفكرة تباعًا، من بينهم الدكتور كمال اللبواني الذي تولى دور المستشار السياسي للهيئة في شهر تموز 2022.

في شهر كانون الثاني/يونيو 2023 عرض أبو زهير الشامي مشروع الجهاز السوري لمكافحة الإرهاب وأعلن عن اتفاق تعاون بين الهيئة والجهاز على أعلى مستوى كمؤسسة رقابية على الجهاز.

استمرت الهيئة في جذب المتطوعين ذوي الكفاءات والخبرات المتنوعة ورغم تباين خبراتهم كانت تتميز تلك المشاركات بالإيمان المطلق بوجوب تغيير الواقع السوري السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي هو حق من حقوق الشعب السوري العظيم.

نحن لازلنا في مرحلة البناء بعد أن انتقلنا من مرحلة الفكرة والحلم إلى التنفيذ والتأسيس ولقد قمنا بتحديد الأهداف وبدء العمل على أرض الواقع، و انضمام الكفاءات إلى كوادرنا أعطانا إمكانية توسيع نطاق عملنا لنخدم شعبنا بشكل فعال أكثر وعلى مساحة جغرافية أكبر.

ورغم ان مشروعنا يافع لكن الهيئة مؤسسة قوية، بنيانها متراص، كل من يعمل فيها يؤمن أنه جزء مهم في القرار السوري ومع اختلاف أفكارنا وأهدافنا لكننا اجتمعنا على أن الحق بيّن والقانون سيد الأحكام.

مع كل خطوة نقوم بها تزداد الهيئة إيمانًا أنها في الطريق الصحيح، نحو بناء مستقبل أفضل يليق بشعب سورية، بعيدًا عن الظلم والفساد، ونحو تحقيق العدالة والاستقرار الذي يستحقه كل فرد في هذا الوطن المنكوب.