بقلم: مراد

ما يسمى بـ”الجيش الوطني” يرد على قصف النظام للمناطق المحررة بالذهاب للقتال في “نيجيريا” بأوامر تركية ولصالح روسيا، التي لا تزال تغرق في دماء السوريين دعماً للطاغية. تُعرض على المقاتلين 3000 دولار كأجر مغرٍ، خاصة لأولئك الذين عانوا من سياسة التجويع التي تفرضها تركيا في الشمال السوري، لإجبارهم على الدخول في معارك لا تعنيهم، وفي مناطق لم يسمعوا عنها من قبل.

لم يكتفِ “الجيش الوطني” المحسوب زوراً على الثورة السورية بالذهاب والقتال في ليبيا عام 2019 لصالح حكومة الوفاق الوطني، ومن ثم في أذربيجان قبل نهاية عام 2020 في “قره باغ”. اليوم، نتفاجأ بخبر موثق من قبل الهيئة العامة للرقابة الشعبية وجهاز مكافحة الإرهاب، عن ذهاب مقاتليه إلى نيجيريا بحثاً عن الذهب والألماس، متجاهلين القصف والدمار على المناطق المحررة من قبل عصابات أسد.

مشابهة الرسائل: الجيش الوطني وحزب الله

باتت رسالة ما يعرف بـ”الجيش الوطني” للسوريين مشابهة لرسالة حزب الله اللبناني الإرهابي، بأن طريق إسقاط الأسد يمر عبر ليبيا وأذربيجان، واليوم في نيجيريا، وغداً لا نعلم إلى أين تأخذهم أوامر نظام أردوغان لصالح موسكو. إن “الجيش الوطني” بقياداته وعناصره اليوم باتوا عاراً على كل سوري خرج ضد نظام الأسد من أجل بناء دولة المواطنة والعدالة، فقد باتوا شبيهين بالمرتزقة الشيعة العراقيين والأفغان واللبنانيين الذين قتلوا السوريين في بيوتهم، وشبيهين بـ”فاغنر” الروسية صاحبة السجل الأسود الطويل في الجرائم الدولية.

الجيش الوطني: الوجه الآخر للجيش العربي السوري

بات “الجيش الوطني” الوجه الآخر للجيش العربي السوري والفرقة الرابعة في قمع السوريين وثورتهم. بعد تحالفه مع روسيا والقتال لصالحها، لا نستغرب إذا شاهدناه قريباً يطلق النار على المدنيين كما فعل الأسد. قامت المليشيات المكونة له بتسليم المناطق التي حررها السوريون بدمائهم من حلب حتى الغوطة وصولاً لسراقب، في الوقت الذي كانت قواته “تجاهد على ثغور أرمينيا”.

أسئلة تبحث عن إجابات

يبقى السؤال الذي يطرح نفسه: هل سيسكت الشارع الثوري عما يحدث؟ هل انتهت الثورة السورية ورحلة النضال الطويل من أجل الحرية؟ هل انتقلنا لحالة الارتزاق والقتال لصالح دول خارجية معادية للشعب السوري؟ أين النقابات والمؤسسات المدنية الحقوقية والإعلامية والسياسية؟ أين البنادق الحرة التي دافعت عن الأرض والعرض؟ هذا ما سنعرفه في الأيام القادمة.