بقلم: المواطن المقهور

إنه الشرق الأوسط الجديد، ومن يدري كيف ستشرق الشمس بحرية من جديد على جداول النهر وأغصان الزيتون؟ من يدري متى سيتوقف الرصاص عن قتل الأمة التي جذورها في عمق التاريخ؟ ما الذي أصابنا، هل سيقوينا أم سيبيدنا من جديد؟

تكالبت من جديد الأعراق من حولنا، والجميع يلهث لبقية جسدي الذي ثمل من رائحة البارود في بلادي. كانوا في الأمس القريب أخا وجارا وإنسانا. لم أعد أميز القريب من البعيد، ولا الأخ من الجار. الكل يطعن ويقطع من جسدي، من أمتي، من وطني.

تعمدت أن أكتب سطورًا من الألم تعبر عن أوجاع شعبنا ووطننا سورية، لعل من له قلب نابض بالحياة يفهم أننا طلاب الحرية في هذا المشرق المتنوع.

الصراعات الإقليمية وتداعياتها

الدوائر السياسية الغربية والشرقية تتسابق لرسم الخرائط في هذه المنطقة من العالم، حتى يتمكن أحدهم دون الآخر من السيطرة على مقدرات الشعوب العربية والإسلامية. سورية، باعتبارها بوابة الشرق إلى الخليج العربي وشمال أفريقيا، تقف كعائق أمام الأحلام الفارسية والتركية التوسعية على حساب العرب والأكراد. السيطرة على مقدرات الشعبين العربي والكردي معًا تعني وضع اليد على رقاب المصريين أيضًا. الصراع بين القوى الغربية والشرقية، بوجود الإيراني والتركي، يهدف إلى خلط الأوراق في المنطقة وخلق الفوضى، وهذا أمر غير مقبول.

يتم تقسيمنا إلى مجموعات قومية ودينية وعرقية وثنية لتسهيل السيطرة علينا وهضم مزيد من الخيرات والمقدرات. المتاجرة بدمائنا وأرواحنا، وتهجير شعبنا، وتهجير أحلامنا من عقولنا، وانتزاع الأمل من قلوبنا، كل ذلك وصمة عار على جبين البشرية.

الصراع العالمي وضرورة التحرك

نتساءل عن صلاحيات مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وقوانين الاتحاد الأوروبي وحقوق الإنسان، أين هم؟ ألم تستيقظ ضمائرهم بعد؟ العالم أصبح أكثر وحشية اليوم، وهو بحاجة ماسة لسن قوانين جديدة ودساتير تتعلق بحقوق الإنسان في هذا العالم قبل فوات الأوان.

منذ الحرب العالمية الثانية، لم تستطع الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي فعل شيء ملموس لمنع الصراعات. الولايات المتحدة وحلفاؤها من جهة، وروسيا والصين وحلفاؤهم من جهة أخرى، يقودوننا إلى الهاوية والتهلكة والفناء الحتمي. على الشرفاء أن يتحدوا من جديد حول العالم، وأن يدعوا إلى ثورة شعبية عالمية موحدة لأجل الخلاص والسلام والعيش المشترك بين جميع البشر.

الوحدة والتكنولوجيا: أمل الشعوب

بفضل التكنولوجيا الحديثة، تستطيع الشعوب تعطيل وبطلان جميع أنواع الأسلحة الفتاكة وإعلان الثورة على مستوى العالم. الشعوب لا تعرف الحقد والكراهية ولا ترغب في خوض الحروب. أقول بصوت عالٍ: “اتحدوا يا شعوب العالم”، هذا سيكون عنوان القرن الواحد والعشرين: “النصر للشعوب والمجد والخلود لشهداء العالم الحر، الموت والعار لآلة القتل والإجرام”.

ضرورة التغيير والعدالة

فقدان العدالة والتنمية في عالمنا اليوم ولّد الحقد والكراهية بين الشعوب والحكام وأصحاب القرار. إن عالم السياسة عالم قذر، وأشخاص تفوح منهم رائحة القذارة، يزكون الأزمات والحروب والصراعات تحت حجج واهية مثل محاربة الإرهاب والتطرف الديني والمذهبي والتعصب القومي والعنصرية. هذه المصطلحات القذرة تُستخدم للهيمنة على الدول الضعيفة.

اقتراحات للحلول

اقترح إنشاء هيئة عالمية للحقوقيين والمثقفين لدراسة كافة الصراعات والانتهاكات في هذا العالم، وملاحقة مجرمي الحرب والسياسيين الفاسدين. أيها الشعوب الحرة، أنتم اليوم تصنعون السلام والاستقرار لأولادكم والأجيال القادمة. نجاحكم سيكون أعظم من أي استكشاف أو ابتكار.

الختام

يا شعوب العالم، مهما اختلفت ثقافاتكم وألوانكم وأديانكم، فإن بينكم أقدس علاقة مشتركة، وهي الصفة البشرية (الإنسانية). عندما نواجه صراعًا ما في أي بقعة من هذا العالم، يجب علينا جميعًا أن نعمل لإنهاء هذا الصراع. يجب أن تتحد الشعوب وتعلن الثورة العالمية لإنهاء الصراعات الداخلية والخارجية، وتحقيق العدل والمساواة بين جميع الأطراف.