تنبيه
-
أي تواصل معكم من أي بريد الكتروني او رقم هاتف سوى ما ذكرناه في معلومات الاتصال لا يمثلنا!! و لسنا مسؤولين عنه.
منذ الأيام الأولى للثورة السورية، تبنت تركيا أسلوب الأب الروحي للثورة، واحتضنت الإخوان المسلمين، مما جعلهم بمثابة حصان طروادة لتحقيق مصالحها الخاصة. وبهذا، سعت تركيا لربط أي حل أو استقرار في سوريا بالقضاء على أي توجه كردي في سوريا المستقبل، ومن ثم القضاء على حزب العمال الكردستاني وفقاً لدوائر الاستخبارات التركية.
عندما ظهر تنظيم داعش وسيطر على معظم المناطق الكردية في الشمال السوري، ظنت تركيا أن أهدافها قد اقتربت. خلال هذه الفترة، عملت تركيا على إنشاء أحزاب تركمانية في سوريا، مشابهة لما فعلته في العراق وقبرص. وكانت الخطة إنشاء منطقة تركمانية تمتد من سوريا إلى العراق، مما يضعف مشروع حزب العمال الكردستاني. ومع ذلك، وجود القوات الروسية والأمريكية أربك القيادة التركية، خاصة بعد إسقاط تركيا لطائرة حربية روسية والاعتذار لاحقاً.
بسبب الضغط الأمريكي ودعمها لقوات الحماية الكردية ضد تنظيم الدولة الإسلامية، زادت تركيا من تعاونها مع روسيا وإيران. ومن هنا، ولدت فكرة أستانة وسوتشي بين الأطراف الثلاثة. بعد فشل تركيا في إنشاء حركة تركمانية قوية في سوريا، اضطرت للتعاون مع الروس والإيرانيين لتوزيع الأدوار في المنطقة بعيداً عن التدخل الأمريكي.
تخلت العديد من الدول عن دعم الثورة السورية بسبب الدور التخريبي لتركيا، بما في ذلك دول الخليج العربي ومصر. أصبحت الائتلاف السوري المعارض مجرد ورقة بيد تركيا تفاوض بها الروس والإيرانيين لكسب مزيد من النفوذ في الأراضي السورية بحجة محاربة إرهاب حزب العمال الكردستاني. ومع مرور الوقت، دخلت الفصائل الثورية تحت إمرة القيادة التركية، وسلمت المناطق إلى النظام والروس والإيرانيين فيما يعرف بـ”المصالحات”.
وصلت الثورة السورية إلى نهاية النفق المظلم الذي أوصلتها إليه القيادة التركية. دمرت المدن بأعتى الأسلحة الحديثة والكيماوية والبراميل المتفجرة، وقُتل وشُرّد وهُجّر الشعب السوري أمام أعين العالم. اليوم، أصبحت سوريا دولة فاشلة في المنطقة، تُجرّب الأسلحة ضد شعبها الطيب العظيم.
بعد ثلاثة عشر عاماً من الثورة السورية، يقف الشعب السوري بجميع مكوناته عاجزاً عن فعل أي شيء. الحل المناسب هو خلق جيل جديد من الثورة بمفاهيم جديدة علمية، والتسلح بالعلم والمعرفة، والوفاء الصادق لسوريا. يجب علينا أن نحترم بعضنا البعض مناطقيًا وعرقيًا وقوميًا وإثنيًا، وأن نعطي للأتراك والفرس والعالم أجمع دروساً في التعايش السلمي المجتمعي والسياسي.
شعارنا اليوم وغداً وفي المستقبل هو “دم السوري على السوري حرام”. تحقيقاً لهذا الهدف النبيل، علينا أن نعمل بكل جهد وإخلاص في سبيل شعبنا ووطننا سوريا.
أنت سوري؟ إذاً أنت تمتلك أجمل وأغنى وطن في هذا العالم، ولديك إرث ثقافي وحضاري متنوع وكبير. أنت سوري؟ إذاً أنت من تملك المسجد الأموي، الزينبيات، الكنيسة، المديرة والمعابد، وأنت بذلك تكتسب أفضل الأخلاق في هذا العالم… فقط لأنك سوري.
نستخدم ملفات تعريف الارتباط على موقعنا لمعرفة كيفية تفاعلك معها. بقبولك، أنت توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط هذه