مبادرة “خطوة بخطوة” وتهريب المخدرات

أطلقت الأردن، بالتعاون مع السعودية وخمس دول عربية أخرى، مبادرة “خطوة بخطوة” في مارس من العام الماضي. تهدف المبادرة إلى وقف تهريب حبوب الكبتاغون المخدرة إلى أراضيها، على الرغم من أن هدفها المعلن هو “الدفع بحل سياسي للأزمة السورية”.

تزايد التهريب برعاية النظام السوري

لم يتجاوب الأسد مع التنازلات السياسية التي قدمتها دول الخليج، لاسيما السعودية والأردن. بل على العكس، زادت وتيرة تهريب الكبتاغون، موجهًا اتهاماته للدول التي دعمت الثورة السورية بالمسؤولية عن ازدهار تجارة المخدرات. إلا أن تقارير دولية، بما فيها “قانون مكافحة مخدرات الأسد” الأمريكي، كشفت زيف ادعاءاته.

أبعاد سياسية وعسكرية للمخدرات

يبدو أن موضوع إغراق الأردن والسعودية بالمخدرات يتجاوز تمويل العجز المالي لعصابة الأسد، ليشمل أبعادًا سياسية وعسكرية يقودها “محور المقاومة” بقيادة إيران. يتكون هذا المحور من مليشيات شيعية من أفغانستان، باكستان، العراق، وحزب الله اللبناني الإرهابي.

اجتماع سري وإنشاء مصنع للمخدرات

كشفت معلومات حصل عليها الجهاز السوري لمكافحة الإرهاب عن اجتماع سري على الحدود السورية الأردنية، بحضور ممثلين عن حزب الله اللبناني، عائلة الأسد، ومليشيا الدفاع الوطني الإرهابية. تم خلال الاجتماع التخطيط لإنشاء مصنع مركزي لصناعة الكبتاغون والمخدرات ومراكز فرعية له، مما يمثل إعلان حرب صريح من “المحور” على دول المنطقة، تحديدًا السعودية والأردن.

تهديد المجتمعات الخليجية والأردنية

أمام هذه المعطيات، أصبحت مبادرة “خطوة بخطوة” سلاحًا موجهًا إلى المجتمعات الخليجية والأردنية، مما يفتح الباب لإغراقها بالمخدرات. هذا جزء من مشروع “ولي الفقيه” للسيطرة على هذه البلدان بعد إضعافها داخليًا، مع نظام الأسد الإرهابي كرأس حربة لهذا المشروع الخطير.

دعوة لإجراءات شجاعة وتحالف إقليمي

اليوم، قبل فوات الأوان، يجب على الأردن والسعودية اتخاذ إجراءات شجاعة تجاه هذا النظام الإرهابي، وسحب كافة الأوراق السياسية التي أهديت له العام الماضي. يُقترح تشكيل تحالف إقليمي يشبه التحالف الذي تشكل ضد ديكتاتور بنما السابق مانويل نورييغا في التسعينيات، بالتعاون مع الجهاز السوري لمكافحة الإرهاب والهيئة السورية للرقابة الشعبية، لإنشاء منطقة آمنة عسكرية مغلقة على طول الحدود الجنوبية لسوريا. يجب أن يكون هذا التحالف بغطاء عسكري من دول المنطقة لتطهير الجنوب السوري من عصابات المخدرات، مع ضمان حماية المدنيين وتكوين سلطة مدنية وأمنية منضبطة.

الخلاصة

إن لم تتخذ هذه الإجراءات، فإن الأسد سيستمر في إغراق المنطقة بالكبتاجون، مهددًا بابتزاز وتهديد السعودية والأردن إلى ما لا نهاية. الوقت الآن لاتخاذ موقف حازم لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.

بقلم: عبد العزيز العمر