دور أسماء الأسد في تدمير سوريا

بقلم: فينوس سليمان

أسماء الأخرس، البالغة من العمر 47 سنة، وُلِدت ونشأت في غرب لندن. يتذكر الأشخاص الذين عرفوها أنها كانت شابة ذكية وساحرة وطموحة، تفضل التحدث باللغة الإنجليزية أكثر من اللغة العربية. أثارت خطبتها سنة 2000 من بشار الأسد دهشة الكثيرين، حيث كان والدها ينتقد النظام. إلا أن أسماء كانت، وفقًا لرجل أعمال سوري عرفها في لندن، “متعطشة للسلطة”.

البداية الغامضة

كرست أسماء نفسها لمبادرات غير مثيرة للجدل سياسيًا في السياحة والثقافة والتعليم. وفي سنة 2007، أنشأت منظمة “الأمانة السورية للتنمية” غير الحكومية، والتي عززت مكانتها وأصبحت أداة أساسية للنظام أثناء الحرب. مع وصول الربيع العربي إلى سوريا في مطلع سنة 2011، نشرت مجلة “فوغ” ملفًا يصفها بأنها “وردة الصحراء”، وهو تتويج لحملة ساحرة استمرت عقدًا من الزمان لإثارة الإعجاب بالزوجين في الصحافة الغربية .

تأثيرها خلال الحرب

أوردت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية تقريرًا عن النفوذ المتزايد لأسماء الأسد في سوريا، حيث باتت تضطلع بدور قيادي في نظام ينهب ثروات شعبه. عندما زار بشار الأسد أبو ظبي في 19 آذار/ مارس، كان يُنظر إلى الزيارة باعتبارها علامة على أن الديكتاتور السوري يستعد للعودة إلى الحظيرة العربية بمساعدة حلفائه في المنطقة. لكن الزيارة كانت جديرة بالملاحظة بشكل خاص بسبب اصطحاب الأسد لزوجته أسماء، في أول زيارة لها إلى الخارج منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عقد من الزمان .

دور “أم الوطن”

في الأماكن العامة، تقدِّم أسماء الأسد نفسها على أنها “أم الوطن”، تعتني بأسر العسكريين السوريين والأطفال المصابين بالسرطان والناجين من زلزال السادس من شهر شباط/ فبراير. لكن في السر، عززت أسماء نفوذها بشكل ملحوظ، وفقًا لمقابلات مع 18 شخصًا على دراية بعمليات النظام، بما في ذلك رؤساء الشركات وعمال الإغاثة والمسؤولون الحكوميون السابقون. تسيطر أسماء على بعض المقاليد الرئيسية في الاقتصاد السوري المنهك، سواء كصانعة سياسة أو منتفعة، مما يساعد على تشديد قبضة الأسرة على بلد في حالة دمار شامل .

النفوذ الاقتصادي

يظهر نفوذ أسماء الأسد في قطاعات عديدة في الاقتصاد السوري، بينها العقارات والبنوك والاتصالات، وفق ما ذكر التقرير، لافتًا إلى أن ذلك الوجود مخفي باستخدام شركات وهمية لشركاء النظام السوري. نقل التقرير عن أحد رجال الأعمال السوريين أن “كل سوريا الآن لأسماء”، إذ عملت أسماء الأسد برفقة زوجها وشقيقه ماهر الأسد على تفكيك طبقة التجار التقليديين في سوريا وابتكروا طرقًا جديدة لتحقيق مكاسب اقتصادية من الحرب .

الحملات القمعية

في عام 2019، نفذ النظام السوري حملة “شبيهة بالمافيا” لزعزعة نخبة من رجال الأعمال، بمن فيهم أولئك الذين دعموه خلال سنوات الصراع. عمل النظام على إرسال محاسبين إلى الأعمال التجارية للعثور على الانتهاكات التي يمكن الاستفادة منها لإجبار التجار على دفع غرامات باهظة. كما تم احتجاز مدراء الشركات وتجميد أصولهم حتى تتمكن عائلاتهم من دفع الغرامات .

“المجلس السري”

أبرز عمليات “مجلس الاقتصاد السري” كانت الاستيلاء على أموال رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، ابن خال رئيس النظام السوري، وشمل ذلك “دمشق الشام القابضة” و”سيرياتيل” أكبر شبكة اتصالات في سوريا، بالإضافة إلى مؤسسة مخلوف الخيرية . يظهر نفوذ الأشخاص المقربين من عائلة الأسد في قطاعات مختلفة، بينهم شقيق أسماء الأسد وأبناء عمومتها الذين يديرون العديد من الشركات المرتبطة بها .

العقوبات الدولية

في عام 2020، فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على أسماء الأسد والعديد من أفراد عائلتها، بينهم فواز الأخرس وسحر عطري الأخرس وفراس وإياد الأخرس، ومصرف سوريا المركزي. قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن “أسماء الأسد عرقلت الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي لإنهاء النزاع السوري، وقادت الجهود لمصلحة النظام لترسيخ سلطته الاقتصادية والسياسية، بما في ذلك استخدام ما يسمى بالمنظمات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني” .

وجه الديكتاتورية

أسماء الأسد، بطموحها وجشعها للسلطة، أصبحت الوجه الآخر للديكتاتورية السورية. تزايد نفوذها في الآلة القمعية للنظام أكسبها سمعة سيئة جداً بين السوريين. تلعب دورًا رئيسيًا في استخدام الضحايا لتبرير جرائم النظام، مما يجعلها واحدة من الشخصيات الأكثر تأثيرًا في النظام السوري .

الروابط والتقارير الدولية