المرتزقة وتعريفهم وفق اتفاقيات جنيف

المرتزق هو أي شخص يُجنّد خصيصًا -محليًا أو في الخارج- للقتال في نزاع مسلح أو للمشاركة مباشرة في الأعمال العدائية. جاء هذا التعريف في الملحق الأول الإضافي إلى اتفاقيات جنيف الموقعة عام 1949، والمتعلق بحماية ضحايا المنازعات الدولية المسلحة. تُعد هذه الاتفاقية الأولى من نوعها التي تناولت بشكل محدد موضوع المرتزقة.

تجنيد المرتزقة في سوريا

بعد أن خاض المرتزقة السوريون معارك في ليبيا وأذربيجان، تلوح في الأفق رحلة جديدة للارتزاق. استخبارات الاحتلال التركي كلفت المجموعات المرتزقة بفتح باب التجنيد مجددًا استعدادًا لمهمة عسكرية خارج الأراضي السورية. أُطلق على المهمة تسمية “المهمة رقم ثلاثة”، في إشارة إلى تسلسل المهمات الخارجية التي التحق بها المرتزقة بناءً على توجيهات من استخبارات الاحتلال التركي. كانت المهمة رقم واحد هي القتال في ليبيا، والمهمة رقم اثنان القتال في أذربيجان ضد الشعب الأرمني.

المهام الجديدة للمرتزقة

المهمة رقم ثلاثة ستتضمن نقل المرتزقة إلى خارج الأراضي السورية في مهمتين جديدتين: الأولى في اليمن لقتال الحوثيين المدعومين من إيران، والثانية لقتال حزب العمال الكردستاني في جنوب كردستان. جاءت هذه التحركات لإرضاء المملكة العربية السعودية وكسب ودها، بهدف ضخ استثمارات ضخمة في تركيا لإنقاذ اقتصادها المتدهور.

عقود المرتزقة ورواتبهم

وفقًا لعقود نشرها المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، يحصل كل مرتزق سوري يلتحق بالمهمة الخارجية على راتب شهري مقداره 2500 دولار أمريكي، مع تعويض مالي للقتلى ومصابي الحرب يبدأ من 6000 دولار ويصل إلى 60,000 دولار، ويتم الدفع بالعملة التركية.

نقل المرتزقة إلى معسكرات التدريب

بدأت كل من مرتزقة “الشرقية” و”السلطان مراد” و”سليمان شاه” بنقل مرتزقتهم المجندين للمهمة رقم ثلاثة إلى معسكرات “حوار كلس” الحدودية في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، حيث يخضعون لتدريبات عسكرية مكثفة.

احتمالية المهمة الرابعة

تبدو المهمة الرابعة أكثر غنى وثقلاً، حيث قد ترسل تركيا المرتزقة إلى جنوب لبنان للقتال تحت حماية حزب الله اللبناني ضد إسرائيل، أو إلى جنوب سوريا للحرب ضد إسرائيل مع حماس. هذا التحول يمثل خطرًا كبيرًا على تركيا ونظامها، حيث يضعها في مواجهة مباشرة مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.

جيوش الظل

يقدر الباحث باسل يوسف النيرب في كتابه “المرتزقة جيوش الظل” عدد المرتزقة الأجانب في العراق ما بين 15 و20 ألفًا، تحت مسميات مختلفة مثل الشركات الأمنية والحماية وغيرها. أضاف النيرب أن عدد منظمات الارتزاق في العالم يزيد على 300 ألف منظمة. تفرق القوانين والاتفاقيات الدولية بين الجنود المحاربين الذين يتمتعون بمعاملة أسرى الحرب عند أسرهم، وبين الجنود غير المحاربين الذين لا يعاملون معاملة أسرى الحرب، ومع ذلك فإن لهم حق المعاملة العادلة وفق قوانين الدولة المستهدفة.

كتائب من المرتزقة بقيادة ضباط أتراك

كشف الناطق باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، في مؤتمر صحفي عن أسماء وصور قادة فصائل سوريين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا للقتال إلى جانب حكومة الوفاق ضد الجيش الوطني في طرابلس. يقود القوات التركية والمرتزقة الأجانب والسوريين في ليبيا ضابط في الجيش التركي يدعى أبو الفرقان، الملقب بـ”سليماني تركيا”.

التحديات التي تواجه تركيا

باتت سياسة تركيا المتذبذبة، المترددة بين أحلامها في إعادة أمجاد السلطنة العثمانية وإبراز العداء لإسرائيل والولايات المتحدة، محط انتقادات الدول، خاصة الأوروبية منها. لم يعد باستطاعة أردوغان إمساك العصا من المنتصف، مما يهدد استقرار تركيا وعلاقاتها الدولية.

الكاتب: فينوس سليمان

الروابط الخارجية: