
تنبيه
-
أي تواصل معكم من أي بريد الكتروني او رقم هاتف سوى ما ذكرناه في معلومات الاتصال لا يمثلنا!! و لسنا مسؤولين عنه.
يجد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الغارق في صراع مع أوكرانيا دون أفق للخروج منه، في المواجهة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل وسيلة لتحريك الخطوط الجيوسياسية في المنطقة، ولكنها محفوفة بالمخاطر.
مع النظر لجملة من المعطيات، يمكن القول إن بوتين يأمل تحقيق أهداف كبرى من الحرب الحالية في الشرق الأوسط. ومن المحتمل أن بعض هذه الأهداف كانت محل نقاش بينه وبين نظيره الصيني شي جين بينغ خلال لقائهما في بكين على هامش منتدى طرق الحرير الجديدة، أو ما يعرف بـ “مبادرة الحزام والطريق”. وفيما يلي أبرز أهداف بوتين المرتبطة بما يجري في المنطقة:
بعد 600 يوم من الحرب في أوكرانيا، المرشحة للاستمرار طويلاً، تأتي الأزمة في الشرق الأوسط لتمنح روسيا الفرصة لتحويل انتباه المجتمع الدولي عن الأزمة الأوكرانية. هذا الصراع يُعدّ نعمة لروسيا لأنه يصرف الكثير من الاهتمام الموجه لأوكرانيا من قِبَل الولايات المتحدة والغرب. خاصة وأن الإدارة الأميركية وأوروبا تعتزمان تخصيص كثير من الوقت والموارد للأزمة الحالية في الشرق الأوسط، على حساب دعمهم لأوكرانيا. وغالباً سيستمر الوضع على هذه الحال حتى الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
تكتسي منطقة الشرق الأوسط أهمية كبرى بالنسبة لروسيا، حتى أن بعض الأصوات في الغرب أعربت عن شكوكها في أن يكون الكرملين قد لعب دوراً في الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. لا يوجد دليل ملموس يؤكد تلك الفرضية، ولكن في حال توسع الصراع وتحوله إلى حرب مفتوحة بين إيران وإسرائيل، فإن ذلك من شأنه الإضرار بالوجود الروسي في الشرق الأوسط، بما في ذلك تدخل موسكو في سوريا. القواعد العسكرية الروسية في سوريا تسمح لموسكو بإبراز نفوذها في أفريقيا والشرق الأوسط.
أصبح التقارب بين طهران وموسكو أحد مفاتيح الدبلوماسية الروسية، خاصة مع الاستخدام المكثف للطائرات المسيّرة الإيرانية في أوكرانيا. تشكّل الجمهورية الإسلامية داعماً رئيسياً لحركة حماس، بالإضافة إلى حزب الله في لبنان. حرب روسيا في أوكرانيا عززت علاقات موسكو العسكرية مع إيران. وقد زار مسؤولون من حماس موسكو عدة مرات منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية.
على موسكو أن تحرص على ترتيب أوضاع إسرائيل، خاصة أن العلاقات الشخصية بين فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جيدة. منذ بداية الحرب في أوكرانيا، لم تسلّم المصانع العسكرية الإسرائيلية أي أسلحة لقوات كييف. الكرملين نجح حتى الآن في إبقاء إسرائيل خارج الحرب في أوكرانيا، ولا يريد ما يمكن أن يجعل من إسرائيل داعماً إضافياً لأوكرانيا.
موقف روسيا المتحفظ عن وصف هجمات حماس على إسرائيل بأنها “إرهابية” يركز على كسب قلوب المسلمين والعرب الذين سينزعجون من موقف أمريكا وأوروبا المتحيز بشدة نحو إسرائيل. حرب الانتقام الإسرائيلية على غزة ستسلط الضوء على ازدواجية المعايير التي ينتهجها الغرب في رد فعله على الصراعات والحروب. هذا الوضع يعزز الخطاب المعادي للغرب ويزيد من التوتر داخل المجتمعات الأوروبية ويزيد من خطر التعرض لهجمات إرهابية.
الموقف الرسمي العربي المناهض للحرب الإسرائيلية وتخوفه من شعوبه قد يدفعه للتقارب مع روسيا والصين. فرص السلام والاستقرار ستكون ضعيفة، وستضطر أمريكا لخسارة العرب من أجل حماية إسرائيل. هذا يضعف النفوذ الأمريكي ويزيد من قوة التحالف الروسي الإيراني الصيني. خطاب روسيا المجامل للإسلام يصب في هذا السياق، ويعزز العداء والكراهية ويزيد من التوتر داخل المجتمعات الأوروبية.
السياسة الخارجية الروسية تسعى لتحقيق أهداف متعددة في الشرق الأوسط من خلال تحويل الاهتمام عن أوكرانيا، تعزيز النفوذ، تحسين وضع إيران، ودعم الإسلام المتطرف الذي يهدد أوروبا. هذه الأهداف تعكس استراتيجية بوتين في تحقيق مصالح روسيا في المنطقة وتعزيز علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية.
الروابط الخارجية:
نستخدم ملفات تعريف الارتباط على موقعنا لمعرفة كيفية تفاعلك معها. بقبولك، أنت توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط هذه